رأى الخبير الاقتصادي العالمي، كلاوديو غراس، المستشار لدى معهد لودويغ فون ميزس، أن إقدام تركيا على سحب احتياطها من الذهب من نظام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، علامة على العودة الوشيكة إلى التعددية المالية العالمية، وإشارة إلى الابتعاد عن عالم أحادي القطب والعودة إلى عالم متعدد الأقطاب مرة أخرى.
وكان البنك المركزي التركي سحب كامل احتياطيات الذهب المقدرة بنحو 28.7 أطنان من المعدن الأصفر النفيس من الولايات المتحدة. كما قامت البنوك التركية الخاصة أيضا بسحب احتياطياتها من الذهب، وذلك استجابة لدعوة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للتخلص من ضغط سعر العملات واستخدام الذهب ضد الدولار.
وقال غراس في مقابلة مع وكالة سبوتنيك، إن هناك عدة أسباب وارء القرار التركي، أهمها أن فتح الله غولن الذي يدعم ما يوصف بالدولة العميقة في تركيا، ما يزال يعيش في الولايات المتحدة، ولذلك فإن أردوغان لم يعد يثق في الأمريكيين.
وأضاف أن الرئيس التركي يفهم أن الذهب هو المال، وخاصة بالنظر إلى وضع الذهب في العالم الإسلامي ووضعه التاريخي. لذلك، فعن طريق إعادة احتياطي الذهب، يريد أردوغان أن يظهر أنه لم يعد يعتمد على الولايات المتحدة كشريك بعد الآن.
وحول تأثير الإجراء التركي على الوضع المالي في الولايات المتحدة، لا سيما بعد إعلان الصين الأسبوع الماضي عن بدء شراء النفط باليوان، قال غراس إن الصينيين بدؤوا في التجارة بالعملة الوطنية المدعومة بالذهب، ويخططون للتداول مع دول البريكس على أساس الذهب. وهذا يظهر أن الذهب أصبح جزءًا من النظام مرة أخرى، وأن الشرق يحاول تنويع مخاطره بتغطية العملة بالذهب.
وتوقع الخبير الاقتصادي أن تحذو دول أخرى حذو تركيا في سحب احتياطياتها من الذهب من الولايات المتحدة، وهو ما أقدمت عليه ألمانيا وهولندا والمجر، وهو ما يبين أن دول العالم تتفهم أن من الحكمة الاحتفاظ باحتياطاتها في بلدانها.
ترك برس