اسطنبول وكما هي

معروفة بطرفيها الأوروبي والأسيوي، تشعرك فعلاً بازدواجية الحضارة فيها، يكفيك أن تقرر لحظة الانتقال من طرفها الأسيوي إلى الأوروبي أو العكس، إذ لن تدرك حينها الزمكانية التي تعيشها فانشغالك بجمال الطبيعة الأخّاذ يكفيك لتنقطع عن الحياة مدة الرحلة كلها سواء انتقيت في عبورك وسيلة نقل برية أوبحرية.ا

إن كنت فعلاً تريد التعرف على حقيقة مدينة ما فانظر إليها بعد المغيب. كأنما تنظر إلى تفاصيل هدية قبل تغليفها، فترى فيها الميزات والعيوب. وهنا، مرة أخرى، تبرز أصالة المدينة بين ناظريك؛ وأنت تدخل مغيبها ثم ليلها ثم أول الزمن من صباحاتها بشيء من الصفاء، الأمن والهناء. قدم لنفسك خدمة واجعلها ولو لمرة تراقب حركة المكان عند الغروب؛ تراقب المصلي مغادراً مسجد حارته والطالب مغادراً أقرب مكتبة من منزله، تراقب الباعة الذين يغلقون محلاتهم على عجل للانصراف إلى فنجان شاي آخر مع الأسرة، فالأتراك -دون جدلـ من ذلك الجنس الذي يقدس فكرة لمَّة العائلة وما يليها من العلاقات الاجتماعية الأخرى. ثم قدم لنفسك فرصة أخرى واجعلها تراقب الحياة عند أول الصباح؛ تراقب الموظف يسابق بخطواته الزمن ليلتحق بأول حافلة إلى عمله، تراقب أصحاب الدكاكين الذين يباشرون فجرهم بتثاؤب، بهدوء ونظرات اطمئنان. تراقب النوافذ تنفتح هذه تلوالأخرى لاستقبال النسمات الأولى من فجر جديد. ببساطة إنك في مدينة اسمها اسطنبول، تلك هي الحقيقة وأما الباقي فمجرد كذبة.

مثل هذه المدن، عبر التاريخ، تظل أمانة بين أيادي أهاليها وحكامها، فتجد من يسهر للحفاظ عليها من خلال قوانين يسميها الدستور، كما تجد من يقضي الليل داعياً خالقه علّ الغاية نفسها تتحقق.

مدينة مثل اسطنبول في دولة مثل تركيا، مهما صار فيها  أو ذكر عنها من أكاذيب وخرافات، ستظل المكان الآمن المبارك عبر كل الأزمنة… ادخلوها آمنين فإن أهلها من طينة طيبة لن تأتيكم منهم أذية. أما إذا أردنا أن نتحدث عن حكامها، فيكفينا أن نتذكر قصة ملك الحبشة، النجاشي أصحمة، حينما قال عنه الرسول الكريم: “إنه الملك الذي لا يظلم عنده أحد”.

لذلك نجد هذه المدينه قبلة للاخوة العرب من خليجيين وليبيين وعراقيين وسوريين وكل من يتمنى ان يشعر بالدفء والطيبة الموجودة لدى الشعب التركي والحكومة التركية فهنا تجد الترحاب والامن والامان والتسهيلات من حيث الاقامة والسياحة وشراء العقارات والاستثمار والتملك بكل اشكاله تجد سهولة بالقوانين والانظمة التي تحمي المستثمر …..