ف الفيلسوف الفارابي، والطبيب ابن سينا، والشاعر عمر الخيام، لاستقبال زوار مركز “الثقافة والعلوم والفنون” في جامعة الأناضول، في حلة من الشمع، وسط أوراقهم، وكتبهم، وأدواتهم.
وحرصت الجامعة، بولاية أسكي شهير التركية، على تخصيص مساحة لـ40 مجسما لأبرز رجال العلم والفكر الإسلامي على مر التاريخ.
وتهدف الخطوة إلى تعزيز أواصر المواطنين بتاريخهم والاستفادة منه في حياتهم ومستقبلهم.
وينقسم المركز، الذي تبلغ مساحته 15 ألف متر مربع، إلى قسمين، أولهما يضم البهو والمعرض والمسرح بمساحة 5 آلاف متر مربع.
أما الثاني فيحوي مدرسة للثقافة والعلوم والفنون، ومكتبة، وصالة تاريخية للموسيقى ومساحته 10 آلاف متر مربع.
كما يضم المركز في طابقه العلوي، أربع وحدات متنوعة شيدت، وفقا للطرز المعمارية في فترات الدولة العثمانية الكلاسيكية والمدنية، والدولة السلجوقية، فضلا عن الطراز المعماري الحجري لمنطقة الأناضول.
وتضم هذه الوحدات 40 تمثالاً من الشمع لأبرز العلماء الذي شهدهم التاريخ الإسلامي في مجالات الرياضيات، والفلك، والطب، والفيزياء، وغيرها، بحسب محمد توبال مدير المركز.
ومن أبرز المجسمات الفيلسوف الفارابي، والطبيب الأندلسي الزهراوي، والطبيب والجراح العثماني سابونجو أوغلو شرف الدين، والمعمار العثماني سنان، والطبيب والفيلسوف ابن سينا، والشاعر عمر الخيام.
وأوضح توبال أن كافة هذه المجسمات والتماثيل تم تصميمها وإعدادها من جانب فريق موتلوهان تاش، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة في جامعة سلجوق، بولاية قونية وسط البلاد.
وأشار إلى أن هذه المجسمات تحمل قيمة فنية كبيرة، وقال: “نعرض من خلال هذه التماثيل مراحل نشأة وتطور الحضارة في تركيا والعالم الإسلامي”.
وأضاف: “نريد أن يعرف الناس التطورات التي طرأت على الحركة الفكرية والعلمية عبر تاريخنا، ومن ثم إدراك آثارها وانعكاساتها على حاضرنا”.
وزاد : تنال المجسمات إعجاب الزائرين بدرجة لا توصف، ويتسارعون على التقاط الصور معها، في حين بعض الزوار يحسبونها أشخاصاً حقيقيين”.
توبال لفت أيضا إلى أن المركز سعى إلى عرض المستلزمات والآلات التي كان يستخدمها هؤلاء العلماء، إلى جانب تماثيبهم.
إلى جنب توفير لوحات وشاشات تلفزيونية يعرض عليها أفلام وثائقية عن حياتهم وإنجازاتهم.
وأوضح أن نحو 150 ألف شخص زاروا المركز منذ تشييده، وأنه مفتوح بالمجان أمام الجمهور.
من جانبه، قال حسين دويغون الطالب في الصف الأخير بكلية السياحة جامعة الأناضول،: “نبذل قصار جهدنا في المركز لمساعدة الزائرين على معرفة هذه الشخصيات، والاستفادة من أفكارهم”.
ويضيف “نلاحظ إعجابا كبيرا في عيون الزوار”.
أمّا أندر ناظ، وهو زائر قدم إلى المركز مع ابنته، فأعرب عن بالغ إعجابه بالمركز، ودور هذه المجسمات في تثقيف الأطفال والشباب، ومعرفتهم تاريخهم وحضارتهم.
سلامي يلماز، وهو زائر آخر جاء إلى المركز بصحبة زوجته وابنته، اعتبر المركز أحد أبرز الأماكن الواجب زيارتها من أجل معرفة آثار حضارة تركيا والعالم الإسلامي.
ترك برس