تراجع الدولار الأمريكي خلال 11 يوما الماضية بنسبة 9 في المئة مقابل الليرة التركية، حيث ارتفع سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار الأربعاء الماضي، بنسبة 1.97 بالمئة، مقارنة مع إغلاق تعاملات الثلاثاء.
وبحسب الأسعار الرسمية، بلغ سعر الصرف 5.53 ليرات للدولار الواحد عند الساعة (04:45 تغ)، وهو أعلى مستوى للعملة التركية منذ 10 أغسطس/ آب الماضي.
ورأى محللون أن تصريحات رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، عقب إطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برانسون الذي كان يحاكم في تركيا بتهم تتعلق بدعم الإرهاب، عززت الأجواء الإيجابية المتعلقة بسوق العملات الأجنبية، بعد أن وصلت الليرة التركية في شهر أغسطس/آب الماضي إلى 7 ليرات عقب مضاعفة ترامب الرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم والصلب التركية، بعد أيام من فرض واشنطن عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين متذرعة بعدم الإفراج عن برانسون.
وتوقع المحللون الاقتصاديون في وقت سابق، أن يواصل الدولار تراجعه وينخفض إلى مستويات 5.50 و5.60 ليرة، في حال بقائه دون 5.80 ليرة.
تدابير حكومية لمواجهة التضخم
دفعت الحرب الاقتصادية التي تتعرض لها تركيا في الوقت الحالي كلا من الحكومة والقطاع الخاص وحتى الأفراد، لاتخاذ تدابير مختلفة لمواجهة انخفاض سعر صرف الليرة المحلية والتضخم الذي بلغ نسبته 24.52 بالمئة خلال سبتمبر/أيلول الماضي، وفقا لهيئة الإحصاء التركية.
عقب هذا سارعت الحكومة التركية للإعلان عن إطلاق برنامج لمكافحة التضخم في البلاد، مرتكز على ثلاث قواعد رئيسية، هي “التوازن والانضباط والتغيير”، تلاه الإعلان عن برنامج “الكبح الكامل للتضخم”، في خطوة جديدة للحد من آثار الهجمات الاقتصادية التي تتعرض لها البلاد.
وقد أعلن وزير الخزانة والمالية التركي براءت ألبيرق في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أن حكومة بلاده اتفقت مع القطاع الخاص على خفض شامل لأسعار السلع بنسبة عشرة بالمئة، في خطوة تستهدف احتواء التضخم المرتفع، كما أن المصارف التركية تعهدت بتخفيض 10 بالمئة على القروض ذات الفائدة المرتفعة اعتبارا من 1 أغسطس/آب الماضي.
وعلى مستوى الأفراد، أقبل المواطنون الأتراك على تحويل مدخراتهم من العملة الأجنبية إلى المحلية، استجابة لدعوة أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث شهدت محال الصرافة إقبالا كبيرا على تحويل العملات، كما بادرت العديد من المؤسسات إلى تقديم حوافز لتشجيع المواطنين على شراء “ليرتهم المحلية” لتقليل الطلب على الدولار الأمريكي في الأسواق المالية المحلية.
توقعات بارتفاع الليرة التركية لمستوى 4.80 للدولار الواحد
قال عمر بولات المدير التنفيذي لمجموعة ألبيرق التجارية التركية ، في مقابلة مع صحيفة يني شفق التركية، الأربعاء، إن الليرة التركية عقب كسرها لمستوى 5.66 ليرة للدولار الواحد، ستتجه نحو مستوى 5.50، ومع استمرار تصاعد الليرة فإن الأجواء المتفائلة في الأسواق المالية ستدفع الليرة للارتفاع حتى مستوى ما دون 5 للدولار الواحد.
بدوره توقع الاقتصادي التركي كوك آي أوتيام، في لقائه على قناة “NTV” التركية الأربعاء، ارتفاع الليرة التركية في الأيام القادمة وحتى شهر يناير/ كانون الثاني من العام 2019، إلى مستوى 4.80 مقابل الدولار في حال لم تخرج مشكلات جديدة فيما يتعلق بالعقوبات الأمريكية على إيران.
أبرز التطورات الاقتصادية التركية في الفترة الأخيرة
*إعلان الحكومة التركية عن برنامج “الكبح الكامل للتضخم”.
*تراجع الديون الخارجية التركية قصيرة الأمد خلال شهر أغسطس الماضي، بنسبة 3.6 بالمئة، مقارنة بنهاية عام 2017، لتبلغ 114.3 مليار دولار وفقا للبنك المركزي التركي.
*توازن الميزان الاقتصادي التركي بعد تصاعد أرقام التجارة الخارجية، وزيادة ثقة المستثمرين واللاعبين العالميين، حيث طرحت وزارة الخزانة والمالية التركية صكوكا بقيمة ملياري دولار في الأسواق الدولية، لأجل 5 سنوات في إطار برنامج تمويل الخزينة، وبلغت نسبة عائدات طرح الصكوك 7.5 نقطة و7.25 بالمئة، وكان المستثمرين الأمريكيين قد حصلوا على 60 بالمئة من الكمية المعروضة، فيما بيعت 23 بالمئة لمستثمرين بريطانيين، و11 بالمئة لمستثمرين من دول أوروبية أخرى.
*إعلان شركة “شنايدر إليكتريك” الفرنسية المتخصصة في إدارة الطاقة والأتمتة، على لسان نائب الرئيس التنفيذي لوك ريمو، مواصلة شركتهم استثماراتها في تركيا.
*تأكيد مجموعة كومباس “Compass Group” التجارية البريطانية، مواصلة أعمالها في تركيا بواسطة فرعها هنا، وتعزيز استثماراتها فيها، مؤكدة ثقتها بالاقتصاد التركي.
*افتتاح شركةُ “سومي تومو” اليابانية التي تتخذ من اليابان مقرًّا لها مصنعًا لتصنيع الصلب في منطقة جيمليك بولاية بورصة، الواقعة في إقليم مرمرة الجنوبي غربي تركيا.
*افتتاح شركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات (Renault) مصنعا لتصنيع محركات سياراتها الهجينة في تركيا غدا الجمعة 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، باستثمار يبلغ 100 مليون يورو.
وصرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه القس أندرو برانسون في البيت الأبيض السبت الماضي أن واشنطن لديها فرصة حاليا لبناء علاقة رائعة مع أنقرة، معتبراً أن إطلاق سراح برانسون يمثل خطوة كبيرة نحو إعادة العلاقات مع تركيا إلى سابق عهدها، وبذلك بات بالإمكان رؤية الليرة التركية تتحسن خلال الأشهر القريبة القادمة، وهذا مالمسناه أمس إذ ارتفعت الليرة التركية إلى حد 5.54 في تمام الساعة 18:30 مساء، حيث بات المستثمرون الأمريكيين الأكثر طلبا للصكوك التركية التي طرحتها وزارة المالية، الأمر الذي يظهر الأثر الكبير لقضية القس الأمريكي على الاقتصاد التركي، حيث كانت أحد أهم العوامل وراء هبوط الليرة أمام الدولار بنسبة 40% هذا العام.