نشرت إذاعة صوت ألمانيا (Deutsche Welle) تقريرًا عن مركز تسوق جديد في مدينة إسطنبول التركية يقدم منتجات للنساء المسلمات باسم “زِروج / Zeruj”.
وجاء في التقرير: تُعد زهرة أوزكيمَاز البالغة من العمر 35 عاما نجمة إنستغرام تركية. ففي السنوات الماضية نظمت 19 مهرجانا عرضت فيها موضة لنساء مسلمات.
والمشروع الجديد لمعلمة اللغة الإنجليزية السابقة هو أكبر: لقد افتتحت في اسطنبول مركز تسوق لنساء محافظات. وهو يحمل اسمها في انستغرام: “زِروج”.
وأشار التقرير إلى أنه منذ الافتتاح في الـ 11 من أيار/ مايو يبدو أن 22.000 شخصاً زاروا مركز التسوق.
وفي الأسابيع المقبلة سيرتفع هذا العدد، لأن مركز “زِروج” سيحتضن خلال شهر رمضان تظاهرات دينية ويقدم تخفيضات على الملابس.
وتجد النساء المتدينات التركيات في مركز التسوق “زِروج” في المحلات الـ 126 عروضا كثيرة تشمل مختلف الملابس والأقمشة.
وداخل محل “قَادريا بَاستورك” الذي يعرض أنواعا مختلفة للحجاب تُسمع موسيقى عربية. والشابة توتكو البالغة من العمر 21 عاما تعمل هنا كبائعة.
وتقول: “في السابق كانت النساء مجبرات على الذهاب إلى محلات مختلفة في أحياء مختلفة. وفي مدينة كبيرة مثل اسطنبول قد يحتاج المرء إلى وقت طويل وسط حركة السير المزدحمة، والآن يمكن لهن إيجاد جميع المنتجات تحت سقف واحد”.
أما فريد برهان صاحب متجر فيقول إن مركز التسوق يراعي احتياجات الزبونات المحافظات، وهو يسهر على تسيير المركز مع زهرة أوزكيماز.
ويقول بأن “غالبية النساء في تركيا يرتدين هذا اللباس. وإلى حد الآن لم يوجد مركز تسوق، وبالتالي أردنا تسهيل المأمورية على النساء”.
نجمة إنستغرام تركية أخرى وهي مريم أكبولوت افتتحت داخل مركز التسوق متجرا لها، لأن عروضها توافق طلبات النساء. وابنها عمر مسرور لكون الكثير من النساء تبضعنَ في اليوم الأول، “لكن سيتضح كيف سيتطور الوضع”.
ورغم أن مركز التسوق موجه بالأساس للنساء، فيمكن رؤية رجال داخِله، على الأقل كمرافقين لنسائهم.
رمضان إِكنشي واحد منهم. فهو ينتظر أمام محل في الوقت الذي تتبضع فيه زوجته. والرحلة كانت طويلة، لأن مركز التسوق بعيد عن بيت الزوجين. ويقول:” كان من الأفضل أيضا فتح محل خاص بالرجال”.
مركز التسوق “زِروج” يتماشى أيضا مع التوجهات المحافظة في تركيا. فبعكس الوضع في مراكز تسوق أخرى، يُسمع هنا خمس مرات في اليوم الواحد صوت المؤذن الذي يذكر المؤمنين بالصلوات الخمس اليومية.
صاحب المحل فريد برهان لا يتفهم لماذا وسائل الإعلام التركية تؤكد من حين لآخر على هذا الأمر. “في النهاية نحن نعيش في بلد تسكنه غالبية مسلمة، وهذا جزء من ذلك. وهذا النداء يمكن سماعه في كل مكان في المدينة”، يعلل بالقول.
أما عالمة الأنثروبولوجيا عائشة تشافدار فلها وجهة نظر أخرى، إذ تعتبر أن مركز التسوق المحافظ اعتراف من الناس المتدينين بالرأسمالية.
تشافدَار اهتمت في أطروحتِها بقضية مشابهة. فنظريّتها تفيد بأن حرية الاستهلاك أصبحت في الأثناء أهم من أية حرية أخرى.
وحسب وجهة نظر عائشة فإن مركز التسوق ليس له علاقة بالدين. وهي تقارنه بحرم تعيش فيه النساء منعزلات. “الحرم كان وحدة هندسية تكشف نحو الخارج الجانب الشخصي للبيت. ومركز التسوق هذا يكشف فقط الجناح الخارجي للبيت. لكنه يمنع النساء من التحول إلى جزء من الحياة الاجتماعية. وداخل مركز التسوق تسود حقيقة أنه عندما تعرف النساء حدودهن الذاتية، فإنهن يحصلن من الرجال على المكافأة بالاستهلاك”.
ترك برس