يشكل الاستثمار العقاري قطاعاً من أكثر القطاعات الاستثمارية شيوعاً في تركيا نظراً لعدة أسباب أهمها أنه من أكثر القطاعات الاستثمارية أماناً على رأس المال وأقلها مُخاطرة على عكس رأس المال، كون العقار هو استثمار ثابت على عكس الاستثمارات الأخرى التي تحمل مخاطر أعلى لاسيما الصناعية والتجارية.

كيف يُمكن للاستثمار العقاري في تركيا أن يسهم بتنمية رأس المال وزيادة العائدات الاستثمارية؟

تركيا بحد ذاتها دولة استثمارية قائمة على الصناعة والتجارة والإنتاج والسياحة والصادرات وصناعة العقارات هي إحدى الصناعات الأكثر رواجاً في تركيا والتي تشرف عليها كبار شركات الإنشاءات والمقاولات التي تمتلك فروعاً لها داخل تركيا وخارجها.

انتعشت صناعة العقار في تركيا منذ مطلع الألفية الثالثة في أعقاب زلزال إسطنبول الكبير عام 1998 الذي أدى لفرض الحكومة التركية قوانين جازمة على الشركات من ناحية توفير مواد مقاومة لأعتى الهزات الأرضية، ليتوافق هذا الأمر مع تنافس الشركات الإنشائية على تشييد عقارات بمواصفات عالمية تُنافس بها الدول الكبرى من حيث المقاومة والمتانة والجودة وتزويدها للخدمات الاجتماعية والترفيهية والتكنولوجية.

جميع هذه العوامل أدت لتغيير بوصلة المستثمرين الأجانب وتسليط الضوء على تركيا لعدة عوامل كموقعها الاستراتيجي والحيوي الذي يتوسط العالم، وكثرة الجاليات الأجنبية والعربية فيها وعدد السكان الكبير الذي يقترب من 85 مليون نسمة إلى جانب قوة القطاع التعليمي والصناعة والتجارة والاقتصاد والعلاقات الطيبة التي تحظى بها تركيا مع معظم دول العالم.

تركيا دولة استثمارية

وبدأت تركيا تدخل بقوة كواحدة من أقوى الدول الاستثمارية في العالم وبدأت الاستثمارات الأجنبية تتزايد فيها لاسيما بين عامي 2003 و2022 وارتفعت الاستثمارات الأجنبية المُباشرة بشكل كبير، واتجهت العديد من الاستثمارات نحو سوق العقار التركي.

والمراقب لواقع سوق العقارات التركية يجب أن أسعار العقارات تتفوق على نفسها عاماً بعد عام إذ أن أسعار العقارات في تركيا وخاصةً عقارات إسطنبول ترتفع بأرقام ضخمة كل فترة تتراوح بين 3 و5 سنوات.

على سبيل المثال من اشترى عقاراً في إسطنبول بقيمة 300 ألف ليرة تركية في العام 2018 فإن قيمة عقاره اليوم تتجاوز مليون ونصف المليون ليرة تركية ما يعني أنها ارتفعت بنسبة 500% وهو رقم استثماري ضخم.

عائدات استثمارية مرتفعة

كما أن العائدات الإيجارية مرتفعة في تركيا خصوصاً ما إذا كان العقار يقع ضمن مجمع سكني مُخدم بكافة الخدمات الأمنية والاجتماعية والترفيهية وذو تصاميم حديثة فإن ذلك يوفر للمستثمر العقاري في تركيا عائدات إيجارية مُتزايدة سنوياً تحقق له مُبتغاه في الحصول على أعلى ربح ممكن.

ومن المعروف أن الاستثمار العقاري في تركيا ممكن أن يكون قصيراً أو متوسطاً أو طويل الأجل كما يمكن أن يكون في العقارات السكنية أو التجارية الجاهزة منها أو التي مازالت قيد البناء، وكل نوع من هذه الأنواع له خصائصه الذي يتميز بها عن غيره ويجذب المستثمرين إليه.

وعليه نرى بأن الاستثمار العقاري في تركيا يشكل فرصة حقيقة أمام المستثمرين العرب والأجانب لتحقيق تنمية حقيقية في رأس مالهم وميزانيتهم المُخصصة لذلك ويجلب لهم بكل تأكد عائدات استثمارية ربحية عالية.