إن الحالة غير المستقرة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً في عدة دول في الشرق الأوسط منذ حرب العراق 2003 إلى تاريخ اليوم زادت في ترسيخ القناعة بوجوب نقل الاستثمارات في الشرق الأوسط إلى مناطق أكثر أمناً واستقراراً، وخاصة الاستثمار طويل الأمد كالعقارات.
إنّ هذه الاضطرابات وخصوصاً في الفترة ما بين الانقلاب على الرئيس المصري محمـد مرسي في مصر وظهور تنظيمات إرهابية بين العراق وسورية، وحرب اليمن، وسوء الأوضاع في ليبيا، وتدهور الوضع الاقتصادي في إيران، ساهمت في تحويل الاستثمارات في هذه باتجاه بلد مستقر وآمن كتركيا، والتي كان لقربها إلى جانب استقرارها الدور الأكبر في جاذبيتها للاستثمارات الهاربة من الشرق الأوسط.
ارتفاع معدلات الاستثمارات الصينية في تركيا
إن أكبر دولة يستثمر مواطنوها ورجال أعمالها خارج حدودها هي الصين، وتحاول غالب الدول على جذب المستثمرين الصينيين، وقد استفادت تركيا من التوجهات الصينية في خطتها الاقتصادية لربط الصين بكل من آسيا وأوربا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وهذا ما يجعل الصين جاهزة لضخ مليارات الدولارات في تركيا خلال الفترة المقبلة .
وبحسب الوكالة التركية الاستثمار والترويج للاستثمار، فإنه حتى تارخ 2021 وما بعد ستتضاعف أعداد الشركات الصينية التي تعمل في تركيا، وخاصة في مجالات البنية التحتية والتقنيات والطاقة و الصناعات الكيميائية والاستثمار والتطوير العقاري، والمميّز في الاستثمار الصيني في العقارات التركية أن الصينيين لا يرغبون بالاستثمار في منطقة واحدة، فغالباً ترى لهم عقود شراء وبيع عقارات في أكثر من ولاية تركية، فبالوقت الذي يشترون فيه شقق في إسطنبول يلتفتون إلى شراء فلل في طرابزون، ويتوقع العديد من خبراء العقارات في تركيا أن تزداد مبيعات العقارات التركية للصينيين مع نهاية العام 2018.
تحسّن العلاقات بين روسيا وتركيا وعودة الاستثمارات الروسية في عقارات تركيا:
لقد عاشت العلاقات التركية ـ الروسية حالة من الانتكاس في عام 2016، مما أثّر على القطاعين السياحي أو العقاري، ولكن عادت هذه العلاقات لوضعها في عام 2017 وعادت القوة الشرائية للروس في العقارات التركية، ولا سيما في قطاع الفلل في أنطاليا وبودروم، كما يرى خبراء عقاريون أن المشروعات العقارية في تركيا قد تشهد ارتفاعاً في عدد المشترين الروس، كما ارتفع كذلك عدد السياح الروس إلى تركيا بمعدل 30% عن الوضع في عام 2016.
إنّ استمرار النمو في سوق العقارات في تركيا يبشّر بقفزات جديدة وقوية متأثراً بالأرضية الصلبة التي يستند عليها الاقتصاد التركي، بالإضافة إلى الأوضاع الإيجابية التي تلف عالم الاستثمار في تركيا، وخاصة فيما يتعلق بالقطاع العقاري