ترك برس
أعدّت قناة الجزيرة القطرية تقريرًا تلفزيونيًا لافتًا عن بلدة وبحيرة “أوزون غول” الوادعة في أحضان جبال شمال شرقي تركيا على ارتفاع أكثر من ألف متر فوق سطح البحر.
هذه البلدة الصغيرة التي يطلق عليها الأتراك أسماء مختلفة مثل “لؤلؤة البحر الأسود” و”قطعة من الجنة” و”معجزة الطبيعة”، استطاعت بطبيعتها العذراء أن تلفت أنظار السياح الأجانب إليها في فترة وجيزة.
ويُشير التقرير إلى تضاعف أعداد السياح الأجانب إلى البحيرة التركية التابعة لولاية طرابزون، نحو خمس مرات خلال السنوات الأربع الماضية لتصل إلى نحو أربعمائة ألف سائح سنويا معظمهم من العرب.
الأعداد الكبيرة للسياح العرب فرضت نفسها على معظم الخدمات التي تقدمها “أوزون غول” لزوارها، سواء في الشوارع أو الأسواق أو المطاعم بل وحتى على بعض أهلها.
المواطن التركي “أشرف”، وهو بائع القهوة العربية قرب البحيرة، لم يزر في حياته أي بلد عربي لكنه تحوّل إلى نجم يتابعه آلاف العرب على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول أشرف: “كنت في الماضي أبيع البطاطس المقلية والذرة لكن معظم السياح هنا من العرب تعرفت عليهم وعلموني إعداد القهوة العربية وشاي الكرك وتعلمت الكثير من ثقافتهم وحفظت أسماء قبائلهم ومناطِقها”.
تعترف وزارة السياحة التركية بأن الازدياد المضطرد في أعداد السياح قد داهمهم، فإلى الآن لم تستغل كل إمكانات هذه المنطقة ومحيطها الغني بطبيعتها الرائعة وبمروجِها الواسعة.
وقال علي إيفَاز أوغلو، رئيس دائرة السياحة في ولاية طرابزون: “نعم نتقدم ببطء لكن نسعى الآن لإعادة هيكلة الطرق ومنع دخول السيارات إلى محيط البحيرة وإنشاء مواقف ضخمة تحت الأرض، وندرس إنشاء خط تليفرِيك يربط بين الجبال المحيطة”.
ويقول العلماء إن انهيارا وقع في هذه الجبال قبل مئات السنين، فأغلق مجرى أحد الوديان لتحبس الصخور خلفها بحيرة كبيرة وتلتقي زرقة المياه بخضرة الجنان في مشهد خلاب يأسر الألباب.