صحبنا الصحفية “بهار غون دودو” بزيارة ربيعية جميلة إلى مدينة إسطنبول وذلك خلال فعاليات مهرجان التوليب السنوي الذي يقام طوال أيام شهر نيسان/ أبريل.

زهرة التوليب هي جزء لا يتجزأ من الثقافة التركية فقد أتى بها الأتراك من موطنهم الأصلي من آسيا الوسطى إلى منطقة الأناضول ومنها انتقلت زراعتها إلى العالم أجمع، ونظرا للمكانة المرموقة لهذه الزهرة في تركيا، تقيم تركيا في كل عام مهرجان زهرة التوليب في مدينة إسطنبول ويتم التحضير لهذا المهرجان طوال السنة فتزرع الآلاف منها وتزين الساحات والحدائق بالكثير من أزهار التيوليب الملونة، ويأتي الآلاف من الزوار الأجانب و المحليين لرؤية هذا المهرجان الجميل، فتعالوا معي لأصحبكم لزيارة هذا المهرجان الضخم ورؤية أزهار التيوليب.

حديقة يلدز Yıldız Parkı

نبدأ جولتنا أولا بحديقة يلدز، أجمل اللوحات الفنية الواقعة بين منطقتي بيشكتاش وأورتاكوي على ضفاف مضيق البوسفور الممتدة على مساحة 46 هكتار والقريبة من قصر يلدز.

تاريخيا كانت تسمى غابات الغار وبعد ذلك أطلق عليها اسم يلدز، وبعد تولي عبد الحميد الثاني عرش السلطنة أقام هو عائلته في قصر يلدز وبنى بالقرب منه عدة منازل أو ما تسمى “بالكشك” Köşk كمالطا وتشادر وشاله وكاسكات وليمونلوك وست وجيهانوما، كما أمر أيضا ببناء مسرح خاص بالقصر.

عند دخولكم من الباب الرئيسي للحديقة ستشاهدون كما هائلا من الأزهار الملونة ومن بينها أزهار التيوليب، وستستنشقون الهواء العليل المحمل بالأكسجين ولهذا فعليكم تحضير حقيبة صغيرة إن أردتم القيام بنزهة فإلى الأمام قليلا يوجد العديد من الطاولات والمقاعد، فاخترنا واحدة تطل على البحيرة، وتناولنا طعام الإفطار مع أنغام الطيور. وبعد الانتهاء من تناول الطعام تابعنا استكشاف الحديقة، وبما أني زرتها سابقا وجدت أن بلدية إسطنبول قامت بتعديلات و إضافات رائعة للحديقة فتم إنشاء جسر خشبي معلق، يعد أطول جسر شاهدته حتى الآن.

تابعنا المسير إلى الأمام، ولم نكتفي من التقاط الصور الفوتوغرافية والتمتع بجمال الطبيعة الساحر وكأننا خارج مدينة إسطنبول فلم نرَ أية أبنية أو ما شابه وكأننا في واحة جميلة.

إذا تابعتم المسير إلى الأمام ستجدون مطعم مالطا (الذي كان كشك سابقا) والذي تستطيعون تناول الطعام فيه واحتساء الشاي أمام منظر البوسفور الساحر، بأسعار مناسبة فالشاي 3 ليرات تركية أي ما يعادل نصف دولار أمريكي تقريبا، وطعام الإفطار على شكل بوفيه مفتوح بقيمة 32.5 ليرة تركية أي ما يعادل 8 دولارت تقريبا وذلك في أيام الأسبوع، وأما في أيام العطل الأسبوعية فيبلغ 42.5 ليرة تركية أي ما يعادل 10 دولارات تقريبا.

وللعلم تستطيعون التنقل من شارع “بارباروس” Barbaros وحتى كشك مالطا باستخدام السيارة، لكن أرجو منكم الدخول إلى الحديقة بدون سيارة، لأن جمالها الطبيعي يتلوث بغاز السياراتش
حديقة أميرغان Emirgan Korusu

إن كنتم ترغبون بالتمتع بمشاهدة جمال أزهار التوليب فما عليكم إلا زيارة هذه الحديقة الرائعة التي تقع في منطقة “صاري ير” Sarıyer في القسم الأوروبي من إسطنبول.

كان يطلق عليها في العصر البيزنطي غابة السرو وذلك لأنها كانت مغطاة بأشجار السرو، وقبل 75 سنة قامت بلدية إسطنبول بشرائها وإعلانها كحديقة ومنتزه عام وتحوي على الكشك الوردي والكشك الأبيض والكشك الأصفر، وقد أصبحت الثلاثة الآن مطاعم عائلية.

تمتد حديقة أميرغان على مساحة 117 فدان، لذا تعتبر واحدة من أكبر الحدائق العامة في إسطنبول، وتحتوي على أكثر من 120 نوع مختلف من النباتات وتشتهر بأزهار التوليب الذي تجده بمختلف ألوانه.
في الحقيقة لا أعلم لماذا لم أزر هذه الحديقة سابقا فهي مزينة بالأزهار والورورد كعروس جميلة في يوم عيدها فالألوان الزاهية تملأ المكان من بنفسجي وأصفر وزهري وأبيض تجعل الإنسان يصاب بالدهشة ويحتار من أين يبدأ التقاط الصور.

تعج هذه الحديقة بالزوار حتى في أيام الأسبوع، كما نوصيكم بتناول الحلويات التركية مع الشاي في الكشك الوردي فالأسعار معقولة جدا، ويمكنكم أيضا التجول بحرية والاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية كالبحيرات والشلالات والفراشات والأزهار الملونة.

كما ستلقون عند تقدمكم إلى الأمام منزلًا ضخمًا فيه مطعم يقدم أشهى المأكولات التركية أمام منظر بانورامي ساحر لمدينة إسطنبول من الأعلى.

أخبرني أحدهم بوجود سناجب بنية في الحديقة، أخبرني أنني سأرى واحدا منها، لكن لم يخطر ببالي أبدا أن أرى واحدا، فأثناء مسيرنا شاهدنا رجل أمن يطعم سنجابا بنيا، كم كان لطيفا وجميلا، كان ينظر إلينا بدهشة أثناء التقاط الصور، فلهذا لا تنسوا إحضار بعض حبات الجوز معكم عل وعسى أن يصادفكم أحد السناجب البرية.

لقد استمتعت حقا بهذه الزيارة الممتعة التي أدخلت السرور والسعادة علي، فما أجمل زيارة إسطنبول في مهرجان التوليب
ترك برس